للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أبدع أمثال العرب:

ذَرِيني أكن للمال ربًّا ولا يكن … ليَ المال ربًّا تَحْمَدِي غِبَّه غدَا

أَرِينِي جوادًا مالت هُزْلًا لعلَّني … أرى ما تَرَيْنَ أو بَخِيلًا مُخَلَّدَا (١)

قال أحمد بن حنبل عنْ شُعيب بن حرب: "ليس السَّخِيُّ من أخذ المال من غير حِلِّه فبَذَّره، ولكن السخي من عُرِضَ عليه ذلك المال فتركه".

[التعريفُ بالإمام الحافظ عطيَّة الأندلسي]:

وقرأتُ على أبي بكر محمد بن طَرْخَان (٢) الصُّوفِي بدرب نُصَيْرٍ من مدينة السَّلام: أخبركم أبو عبد الله محمد بن فتُّوح: أخبرني عبد العزيز بن بُندار الشِّيرَازِي قال: "لَقِيتُ عَطِيَّةَ الأندلسي (٣) ببغداد وصَحِبْتُه، وكان من الإيثار والسخاء والجود بما معه على أمر عظيم، إنما يقتصر من لباسه على فُوطَةٍ ومُرَقَّعَةٍ، ويؤثر بما سوى ذلك، وكان قد جمع كُتُبًا حملها على بَخَاتِيَّ


(١) البيتان من الطويل، وهما لحطائط بن يعفر، كما في الأغاني: (١٣/ ٣٠)، والشعر والشعراء: (١/ ٢٤١)، وسراج الملوك: (١/ ٣٧٩).
(٢) الطَّرْخَان: اسمٌ الرئيس الشريف في قومه، وضبطه السيِّد الزَّبيدي بالفتح، وغلَّط من ضبطه بغير ذلك، فقال: "ولا تَكْسِرْ وإن فعَلَه المحدثون، والصوابُ الاقتصار على الفتح"، تاج العروس: (٧/ ٣٠٢).
(٣) الإمام الحافظ، المحدث المُسْنِدُ، أبو محمد عطية بن سعيد بن عبد الله الأندلسي، أحد الرحَّالين والجوَّالين، وأحد أقطاب التصوف، مع زهد وتبتل، وتقلل من الدنيا، وجُود منقطع النظير، وله تصانيف كثيرة، منها: "كتابٌ في طُرُقِ حديث المِغْفَرِ ومَن رواه عن مالك بن أنس"، في أجزاء كثيرة، و"كتاب في تجويز السماع"، توفي عام ٤٠٣ هـ، ترجمته في: تاريخ بغداد: (١٤/ ٢٧٥)، وجذوة المقتبس: (ص ٤٦٨ - ٤٧٢)، والصلة: (٢/ ٦٧ - ٧٠).