للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثيرة، فرافقته (١)، وخرجنا معه (٢) جميعًا إلى الياسرية، وليس معه إلَّا وَطاؤه ورَكْوَتُه، ومُرَفَّعَتُه عليه، قال: فعجبت من حاله ولم أعارضه، فبلغنا إلى المنزل الذي نزل فيه الناس، وذهبنا نتخَلَّلُ الرِّفَاقَ، ونمرُّ على النازلين، فإذا أنا بشيخ خُراساني له أُبَّهَةٌ، وهو جالس في ظِلٍّ له، وحوله حَشَمٌ كثير، قال: فدعانا وكلَّمنا بالعَجَمِيَّةِ، وقال لنا: انزلوا، فنزلنا وجلسنا عنده، فما أَطَلْنَا الجلوس حتى كلَّم بعض غلمانه، وأَتَى بالسُّفْرَةِ (٣) فوضعها بين أيدينا وفتحها، وأقسم علينا، فإذا فيها طعام كثير وحلاوة (٤) حسنة، فأكلنا وقمنا.

قال عبد العزيز: فلم نَزَلْ على هذه الحال؛ يَتَّفِقُ لنا كلَّ يوم من بدعونا ويُطعمنا ويسقينا إلى أن وصلنا مكَّة، وما رأيتُه حَمَلَ من الزَّادِ قليلًا ولا كثيرًا.

وقُرئ عليه بمكَّة "الصحيح" للبخاري؛ روايته عن إسماعيل بن محمد الحاجبي عن الفِرَبْرِي عن البخاري (٥).

سمعتُ أبا بكر بن طَرْخَانَ يقول: سمعتُ محمد بن فتُّوح يقول: سمعت أبا غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي المعروف بابن بِشْرَان يقول: سمعت عطية بن سعيد يقول: سمعت القاسم بن علقمة الأبهري يقول: سمعت أحمد بن الحُسين الرازي يقول: سمعت محمد بن هارون يقول: سمعت أبا دجانة يقول (٦): سَمِعْتُ ذا النُّون المصري يقول:


(١) سقط من (د) و (ص).
(٢) سقط من (ص) و (ب).
(٣) في (د): في خـ: وأتانَا بسفرة، وفي (ص): فأتانا سفرة.
(٤) في (ص) و (ب): حلاوات.
(٥) جذوة المقتبس: (ص ٤٦٩).
(٦) قوله: "سمعت أبا دجانة يقول" سقط من (ص).