للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أُقَلِّلُ ما بي فيك وهْوَ كثيرُ … وأزجرُ دَمْعَ العين (١) وهو غزيرُ

وعندي دُمُوعٌ لو بَكَيْتُ ببعضها … لفاضتْ بُحُورٌ بعدهنَّ بُحُورُ

قبورُ الورى تحت التراب وللهوى … رجال لهم تحت الثياب قبورُ

سأبكي بأجْفَانٍ عليك قريحة … وأرنو بألحاظٍ إليك تشيرُ (٢)

قال القاضي أبو بكر (٣): رأيتُ سماعَ عطية بن سعيد بن عبد الله هذا بالمشرق في الأصول، والصوفية تُعَظِّمُه، والمحدثون يُثنون عليه، والخطيب أبو بكر حافظُ بغداد يُقَدِّمُه، وله أمثال وما لهم مِثَالٌ.

وكان عطيَّةُ هذا لا ينام على الأرض إلَّا مُحْتَبِيًا، مات سنة ثلاث وأربع مائة (٤).

وهذا الخبرُ يدخل في الجُود، والتوكل، والتخلي عن الدنيا، وفصول من الأسماء والحالات.

وكان عُبيد الله بن أبي بَكْرَةَ من الأجواد، ينفق على جيرانه من الجهات الأربعة (٥)، من كل جهة أربعين دارًا، فيعطي لكل مائة وستين دارًا ما يكفي أهلها من قُوتٍ وكسوة، لما رُوِي في الصحيح من الوَصاة بالجار، وجاء في الآثار من تحديد الجوار بأربعين دارًا (٦).


(١) في المنشور من جذوة المقتبس (ص ٤٧٢): دمعي عنك.
(٢) من الطويل، وهي في جذوة المقتبس: (ص ٤٧١ - ٤٧٢)، أنشدها ذو النون.
(٣) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي، وفي (ب): قال ابن العربي.
(٤) تاريخ بغداد: (١٤/ ٢٧٥).
(٥) في (ك): الأربع.
(٦) سراج الملوك: (ص ٣٧٩).