للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَفْرَدَ أيضًا الصَّلاة في موضع لرُكْنِيَتِها، وأفرد الصدقة في موضعِ آخر لركنيتها، وذَكَرَ التزكية في مَوْضِع آخَرَ عُمُومًا، وتولَّى بيان ذلك بعِلْمِه وحُكْمِه وحِكْمَتِه (١)، بأَبْدَع وَصْفٍ وأَعْظَمِ وَصْفٍ، ولولا التَّطْوِيلُ لتتبَّعناها لكم على نَظْم القرآن آيَةً آيَةً، كما فعلنا في الصَّلاة، لكن ذلك الدُّسْتُورَ الذي قدَّمناه (٢) في الصَّلاة اجعلُوه في الزَّكاة بأفهامكم، وبما رَتَّبْنَا (٣) في "قانون التأويل" (٤)، وسَنُبَيِّنُ نحنُ من هذه المعاني في بقية الكتاب ما يُعِينُ على معرفة الطريق إليه إن شاء الله.

[فوائدُ الصدقة]:

وبالجُمْلَةِ فلا مَزِيَّةَ (٥) في الصدقة أَعْظَمَ من التَحَلِّي بأوصاف الإلهية؛ أن تُقَسِّمَ الرِّزْقَ نائبًا عن الله، كما يُقَسِّمُه الله.

فإن كنت عالمًا وتَحَلَّيْتَ بهذا الاسم؛ فقَسَّمْتَ العِلْمَ وبَثَثْتهُ في الناس، وكان لك بَذْلُ العِلْم وقِسْمَتُه، ونَثْرُ (٦) المال وهِبَتُه، فقد تَمَّ لك شَرَفُ الدنيا والآخرة، قال النبي : "لا حَسَدَ إلَّا في اثنتين؛ رَجُلٌ آتاه الله الحِكْمَةَ فهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها، ورَجُلٌ آتاه الله مالًا فهو يُنْفِقُه آناء اللَّيْلِ والنَّهَارِ" (٧).


(١) سقطت من (د) و (ص).
(٢) في (س) و (ف): قدَّمنا.
(٣) في (ز): رتبناه، وفي (ص): دللناه.
(٤) قانون التأويل: (ص ٢٩٧ - ٣٠٧).
(٥) في (س) و (ف) و (ص) و (ز): تريد.
(٦) في (د): نشر.
(٧) تقدَّم تخريجه.