للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"يقرأ (١) " (٢)، وما قاله (٣) مالكٌ أوْلى، وإنَّما ينبغي أن يُقْبِلَ على كل ما يُكْسِبُه رغبةً أو رهبةً، فإمَّا أن يذكر ما تَرَكَ، أو يُقْبِلَ بالذِّكْرِ على ما أعرض عنه (٤)، فذلك تقارض (٥) وتناقض.

[[المعتكفون]]

وقد رأيتُ (٦) من المعتكفين والمعتكفات ما لا يُحْصِي عَدَدَهم إلَّا خالقُهم، وقد كانت مريمُ رضوانُ الله عليها (٧) منهم، وليست نَبِيَّةً في الأصح من الأقوال، ولكنها لمَّا لَزِمَتْ بَيْتَ رَبِّها، واستغرقت أوقاتها في طاعته، وأعرضتا عن الدنيا وأنبائها (٨)؛ تَكَفَّلَ الله لها بالرِّزْقِ؛ من غير أن يَجْرِي على يَدَيْ أَحَدٍ من الخَلْقِ، فكان؛ ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: ٣٧].

وكان زكرياءُ نَبِيًّا، فقيَّضه الله لها كافلًا، ونالته بركتُها، واشتملت عليها الدعوة المباركة من أمها، وإنَّما كان سؤالُ زكرياء لها (٩) لأنه ظنَّ أن غيره من أوليائها وقراباتها يأتيها به، فأخبرته أنه لا يدخل عليها أَحَدٌ،


(١) في (ص): يقرأه.
(٢) وهو قول ابن وهب، ينظر: المسالك: (٤/ ٢٥٤).
(٣) سقط من (س).
(٤) سقطت من (س).
(٥) في (د): تفارض، وفي (ص): تعارض.
(٦) بعده في (د): جماعة، ومرَّضها.
(٧) قوله: "رضوان الله عليها" لم يرد في (د) و (ص).
(٨) في (ص) و (ز): أبنائها.
(٩) بعدها في (د) لَحَقٌ، ولم يظهر لي شيء.