للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاسم الرَّابعُ: المؤمن

واسمَعُوا- مَعْشَرَ المُرِيدِينَ- وعُوا، ولا تنظروا إلى من يَزْوِي حاجبه، ويُقَطِّبُ عُرَّتَه، ويُسَوِّدُ غُرَّتَه؛ حتى تبلغوا آخِرَ كلامي، وتُحيطوا بمَرَامِي، فإنِّي على سيرة السَّلَفِ سَلَكْتُ، وبأقوالها نَطَقْتُ، والحَقَّ أَرَدْتُ، وعلى كتاب الله وأحاديث رسول الله عَوَّلْتُ، ومن العربية اقْتَنَصْتُ، وما خرج عن هذه المسالك يَجِبُ طَرْحُه.

وهذا الاسم هو أوَّلُ الأسماء وأَوْلَاها.

وقد قال الشيخ أبو الحسن- ومثله ذَكَرَ القاضي في بعض طُرُقِه-: "إن الإيمان هو العلم" (١).

وقال في موضع آخر: "إنه التصديق" (٢).

وهو الذي جَرَى في ألسنة المتكلمين من علمائنا، وقد ذكرنا فيه الدليل وتَتَبُّع الأقاويل في غير موضع، وبينَّاه مختصرًا وبسيطًا (٣).

والذي نُلِيحُ (٤) لكم به الآن: أن بناء "أَفْعَلَ" يقال: بمعنى دَخَلَ في الفعل والزمان والمكان، يقال: أصاب الرجل وأخطأ، وأَتْهَمَ وأَنْجَدَ، وأَصَافَ وأَرْبَعَ، إذا دخل في ذلك وتلبَّس به، فمعنى آمَنَ: دَخَلَ في الأَمْنِ.


(١) مقالات أبي الحسن لابن فُورَك: (ص ١٥٤).
(٢) رسالة في الإيمان لأبي الحسن: (ق ٢/ أ).
(٣) ينظر: المتوسط في الاعتقاد- بتحقيقنا-: (ص ٤٥٦ - ٤٦٠).
(٤) في (د): نلوح.