منهم على ما يَسُرُّ، ورأى منهم ما قصَّه في كتابه هذا؛ من كرامات ظاهرة، وبشارات متواترة، ونَعِيمٍ وحُسْنِ حَالٍ.
القطب السَّابع: الحكايات المختارة
ولأن هذا الكتاب من كُتُبِ التحريض على الأعمال الصالحة، والأحوال الناصحة؛ وشَّاه بالحكايات، وبعضه مما ورد في كُتُبِ المتزهدة، وآخر ممَّا عاينه ورآه، فرأى أن لا يخليَ كتابه من هذا، خصوصًا أنها محجة مسلوكة، غير أنه تخفَّف في شرطه، فلم يراع الصحة دائمًا، لعدم دخول هذا الباب في أبواب الحديث والأثر، وليس ذلك عليه بمستنكر.
وفي كثير من تلك الحكايات ما لم يرد في ديوان آخر، وفيه من أخبار مشيخته وشيوخهم ما يفيد في معرفة ما طُوِيَ عنَّا، وغالبه لم يقع الإفادة منه على الوجه المعتبر.
[القطب الثامن: الأشعار المستعذبة]
وساق منها الكثير، ممَّا درج الصوفية على اللهج به، وعوَّل في غير قليل من تلك الأشعار على ما ورد في "لطائف الإشارات"؛ فهو كثير الإيراد لها، كثير الاحتفاء بها، كثير الإشارة إلى الأحوال من خلالها، ولربما لخَّص منها ما أراد قوله بها.
واستحسن ابنُ العربي هذه الطريقة، وأصَّل لها، وذَكَرَ أن ما درج عليه الزهَّاد والعبَّاد من إنشاد تلك الأشعار على المعاني الحقة، أو المدائح الفخرية على الأحوال الصادقة؛ قد كان منه شيء عند الصَّدْرِ الأوَّل، من صَرْفِ الشِّعْرِ إلى مستحقه، وقَلْبِه من معناه الباطل إلى معناه الحق.