للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الاسمُ التاسع والعشرون: المُتَفَكِّرُ (١)

وحقيقتُه: تَرَدُّدُ العلوم في القلب، وترتيبُها حتى تُثْمِرَ أَمْثَالَها في أمثالها (٢).

وهو الذِّكْرُ بعينه، وهو النَّظَرُ، وكل ناظر متفكر، وكل متفكر مُتَذَكِّرٌ، إذ حقيقة المتفعل طالب الفعل، وسَتَرَوْنَ تَرْتِيبَ ذلك في الأمثلة إن شاء الله؛ فإنَّ قومًا (٣) أرادوا الفرق بينهما (٤)، وجعلوا لكل واحد حقيقة، ولو كان ذلك صحيحًا لما أجدى، أَمَا إنهم أرادوا أن يجعلوا لمراتب الفكر أسماء ويفصلوا بينها بها (٥)، وإذا أطلقنا الاسم على جميعها لم يضرَّنا ذلك.

وممَّا يجبُ أن تعرفوه مُقَدِّمَةٌ بين يدي النظر في هذا الاسم أنه ليس فيه حديث صحيح عن النبي ، ولا عن العَشَرَةِ الأبرار، فلا تلتفتوا إليها، فجميع ما أورده (٦) المصنفون باطلٌ.


(١) سقط من (س) و (ص).
(٢) ينظر: أحكام القرآن: (٢/ ٨١٦).
(٣) يقصد شيخَه الإمامَ أبا حامد، ينظر: الإحياء: (ص ١٨٠١).
(٤) في (س): في خـ: أن يجعلوا بينهما فرقًا.
(٥) في (س): وبينها.
(٦) في (ص): أوردوه عليكم.