للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعنيان: لما فيه من صلاح العامة، واستقامة الأمور، وسلامة ذات البَيْنِ.

ويجب ذلك للعامة، كما قال: "ولعامَّتهم"، والعامَّة على قسمين:

داخلون في جملة الحُكَّام بفتواهم، وهم حَمَلَةُ العِلْم، وعلى الخلق تصديقهم فيما رَوَوا، وتقليدهم (١)، والدعاء لهم، وتعظيمهم.

وأمَّا من عَدَاهُمْ فحقوقهم كثيرة، وهي (٢) متفصلة (٣) ومتنوعة، غايتها تعليمهم إذا جهلوا، وتقويمهم إذا عاجوا، ومقصودها إصلاح الظاهر والباطن، وتقويمها إذا احتاجوا.

[المُشَاوَرَةُ (٤)]:

وعلى العامة من الخليفة حَقُّ المشاورة؛ من الرسول إلى أقل خَلْقٍ بعده في درجاتهم، والمُشَاوَرَةُ أَصْلُ الدين، وسُنَّة الله في العالمين، ومُحَمَّدٌ أَوَّلُ مستشير، وجبريل أوَّل ناصح، صلَّى الله عليهما.

نزل جبريل على النبي فقال له (٥): "إنَّ الله خيَّرك بين أن تكون نَبِيًّا مَلِكًا، أو نبيًّا عبدًا، فنظر النبي إلى جبريل كالمستشير، فأشار إليه جبريل أن تواضع، فقال النبي: أختار أن أكون عبدًا نبيًّا" (٦).


(١) في (د): تقليده.
(٢) سقطت من (ك) و (ص) و (ب).
(٣) في (د): منفصلة.
(٤) ينظر: أحكام القرآن: (٤/ ١٦٦٨).
(٥) سقط من (ك).
(٦) تقدَّم تخريجه.