للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: مشاهداته]

قد تقدَّمت بعضُ هذه المشاهدات (١)، وقد خصَّص لها الإمام ابن العربي كُتُبًا مفردة، ضمَّنها ما رآه وما استحسنه، وما استغربه واستعججه، فجعل الكل في كتاب "ترتيب الرحلة للترغيب في الملة"، وكتاب "عيان الأعيان"، وكتاب "شواهد الجِلَّةِ"، وكتاب "نزهة المناظر"، ونَثَرَ كثيرًا منها في مصنفاته، ككتاب "الأحكام"، و"القبس"، و"قانون التأويل"، و"عارضة الأحوذي".

وقد تضمَّن هذا "السراج" الكثير منها، فنشير إلى بعضها لتعرف، ولتطلب من مظانها، وفيها بعض عوائد الشرق، وبعض رسوم العلم بتلك البلاد، وفيها ما لم يعد له وجود في يوم الناس هذا.

مذبحةُ المسلمين ببيت المقدس:

وكان منها مذبحة المسلمين ببيت المقدس عام ٤٩٢ هـ، وذَكَرَ أن عدَّة من توفي من العابدين والعاكفين والعالمين ما يقارب ثلاثة آلاف، حصدتهم السُّيُوفُ في يوم واحد، فصاروا كأمسِ الذاهب (٢).

[رباطات الصوفية]

قال ابنُ العربي فيها: "أو ينقطع إلى الرِّباطات مع الصوفية، فيجري عليه رِزْقُ الصوفية، وتَأَتِّي الغَداء والعَشاء إن كان مُفْطِرًا، أو العَشاء إن كان صائمًا، ويجتمعون عليه ويأكلون بأدب عظيم وحالة حسنة، وكذلك كان حال تلك الأرض؛ من باب بغداد إلى أقصى خراسان، واتفق ذلك بجُود


(١) سراج المريدين: (١/ ٦٠ - ٦١).
(٢) سراج المريدين: (١/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>