للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أنواعُ العهد]:

فمنها: العهد الأوَّل في صُلْبِ آدم، فإن الخلق التزموا أنه الربُّ الواحد، فالوفاء بالعرفان أصلُ العهود والأيمان، ثم الوفاء بالإحسان - وقد تقدَّم بيانه -: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (١).

ومنها: الانكفاف عن العصيان، ولا أقلَّ من اجتناب الكبائر، فإن اجتنب الصغائر فهو الوفاء (٢).

ومنها: الوفاء للرسل بتصديقهم (٣) وبالكتب، وبالمراعاة (٤) للوَصاة بها (٥)، والوقوف عند حدودها.

ومنها: التبليغ؛ فإن من سمعه لَزِمَه أن يكون ممن يبلغ.

ويلزم الوفاءُ بعهد الآدمي كما يلزم الوفاء بعهد الله؛ فإنَّه من عهود الله، من حيث أمره بحفظه والوفاء به، حتى لو كان لكافر، قال الله تعالى: ﴿فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: ٤].

ومن أعظم الخلق عند الله إثمًا من غَدَرَ بما عاهد عليه الله ولم يَفِ بما أُلزم (٦) بأمر الله، وهو ثُلُثُ النفاق أو رُبُعُه، كما قال النبي في علامات المنافق "إذا عاهد غَدَرَ" (٧).


(١) سلف تخريجه.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب) و (د): الوفي، وضبَّب عليها في (د)، والمثبت من طرته.
(٣) في (ك): بتصاريفهم.
(٤) في (ك) و (ص) و (ب): بالمراعاة.
(٥) في (ك) و (ص) و (ب) و (د): فيها، ومرَّضها في (د)، والمبثت من طرته.
(٦) في (د): في خـ: التزم من أمر الله.
(٧) أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو : كتاب المظالم، باب إذا خاصم فجر، رقم: (٢٤٥٩ - طوق).