للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحتمل أن يكون فيهما، والثاني أصح.

فقال الله لهما: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ [التحريم: ٤]، وذلك مُوجِبٌ للتوبة، ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ﴾ معه (١) ﴿وَجِبْرِيلُ﴾ وأبوكما (٢)؛ أبو بكر وعمر، وهما ﴿صَالِحُ الْمُومِنِينَ﴾، ومن كان مثلهما، ولا مِثْلَ لهما.

حتى آلت القصة إلى الإيلاء، وإلى أن يَجَأَ عُمَرُ قَفَا حفصة، وإلى أن يقول لرسول الله في بعض الروايات: "إن أمرتني ضربتُ عنقها".

[توبةُ قاتل المائة نَفْسٍ]:

تاب الله على رَجُلٍ كان قبلنا؛ "قَتَلَ تسعة وتسعين رجلًا، ثم خرج يسأل: هل له (٣) من توبة؟ فلقي راهبًا فقال له: ليس لك توبة، فقتله، ثم خرج يسأل، فلقي آخر، فقال له الأمر (٤) وسأله: هل لي (٥) من توبة؟ فقال له: ومن يسد باب التوبة دونك؟ ولكن ائْتِ الأرض المقدَّسة، فخرج إليها فجاءه الموت فُجَاءَةً في الطريق، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأمرهم الله أن يجعلوا بينهم رَجُلًا يأتي على الطريق، وأرسل إليهم مَلَكًا في صورة رَجُلٍ فاستفتوه، فأمرهم أن يقيسوه، فإلى أي أرض وجدوه أقرب قبضوه على صفتها؛ إن كان أقرب إلى الأرض التي عصى فيها قَبَضَتْهُ ملائكة العذاب، وإن كان إلى الأرض المقدَّسة قبضته ملائكة


(١) في (د): هو مولاه.
(٢) في (ص): أبواكما.
(٣) سقط من (ك) و (ب) و (ص).
(٤) في (ك) و (ب) و (ص): الآخر.
(٥) سقط من (ك) و (ب) و (ص).