للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زُهَّادُ الصَّحابة]:

والزُّهْدُ هو حَالُ أبي بكر وعمر وأبي ذَرٍّ وأبي الدرداء وتَمِيم الدَّارِي، ومن ماثلهم، وما أكثر الزهَّاد في الصحابة ، وعبد الرحمن والزبير زاهدان، فلا تلتفت لرواية الجاهلين: "أنه يدخل الجنة حَبْوًا" (١)، ما يسبقه إليها أحد، والزبير لا يعادله بَشَرٌ، ولو تَتَبَّعْتُهم لك لرأيتَ أمرًا غريبًا يجهله الناس.

ولن يلحق أَحَدٌ في الزهد منزلة عثمان؛ فإنه زَهِدَ في نفسه فباعها لئلا تهراق (٢) لمسلم مِحْجَمَةُ دَمٍ، وحتى لا تنشأ الفتنة من قِبَله ولا في أيَّامه، ودفع الكل عنه، واستسلم لأمر الله سبحانه.

أحوالُ الزَّاهِدِ (٣):

وهي سبعة (٤):

الأوَّل: لباسُه؛ وقد تقدَّم في الحالة الأولى (٥).


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند عن عائشة : (٤١/ ٣٣٧)، رقم: (٢٤٨٤٢ - شعيب)، والطبراني في أكبر معاجمه: (١/ ١٢٩)، رقم: (٢٦٤)، ومن طريقه أبو نُعَيم في معرفة الصحابة: (١/ ١٢٣)، رقم: (٤٨٦)، ومدار الحديث على عمارة بن زادان، ضعَّفه غير واحد، وقال الإمام أحمد: "هذا الحديث كذب منكر"، ينظر: الموضوعات لابن الجوزي: (٢/ ١٣).
(٢) في (ص): يهراق.
(٣) في (ص): الزهد.
(٤) في (د) - أيضًا -: سبع.
(٥) أي: قسم المقامات، وهو القسم الأوَّل من الكتاب.