كتاب سراج المريدين فى سبيل الدين

المنبوذ الثاني: الخلق - [التعريف بالإمام نصر بن إبراهيم المقدسي] - ج: 2 - ص: 206

ونادى الله ﷿ أبو (١) إسحاق في المنام، وقال (٢) له: "إني أسألك التوبة منذ أربعين سنة ولم تتيسر (٣) لي، فقال (٤) له: سألتني عظيمًا (٥) "، وذكر حديثًا طويلًا.

[التعريفُ بالإمام نَصْرِ بن إبراهيم المقدسي (٦)]:

وقد رأيتُ من أهل التَّبَتُّلِ جماعةً؛ لم أَرَ فيهم أَحَدًا يَعْدِلُ أبا الفَتْحِ نَصْرَ بن إبراهيم، الإمامَ الزاهدَ، لَقِيتُه في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وكان ابتداءُ حاله أن أصله (٧) من "نابُلُس"؛ قَرْيَةِ حريق إبراهيم، خَيْفٌ بين جبلين، أنهارًا وثمارًا وظِلَالًا، ومياهًا باردة، ونِعْمَةً سابغة، وآمْنًا مُطَّرِدًا.

---

= مصنفاته في أصول الفقه وأصول الدين ومعاني القرآن قريبًا من مائة مصنف، منها "مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري"، و"مشكل الحديث وبيانه"، وهما منشوران، و"تفسيره للقرآن"، يوجد ما يقارب النصف منه، و"طبقات المتكلمين"، و"أسماء الله تعالى"، وهما مفقودان، توفي ﵀ مسمومًا، في طريق عودته من غزنة عام ٤٠٦ هـ، ينظر: تبيين كذب المفتري: (ص ٢٣٢ - ٢٣٣)، وسير النبلاء: (١٧/ ٢١٤ - ٢١٧)، والوافي بالوفيات: (٢/ ٢٥٤)، وطبقات الشَّافعية للسبكي: (٤/ ١٢٧ - ١٣٥).
(١) في (س) و (ص): أَبا.
(٢) في (س) و (ص) و (ف): وقد قال، وضرب على "قد" في (د).
(٣) في (د) - أيضًا -: في خـ: تيسَّر.
(٤) في (س): وقال.
(٥) في (س): في عظيم، وفي (ص): في عظيمة.
(٦) تقدَّم التعريف له وبمصادر ترجمته في السِّفر الأوَّل.
(٧) في (س) و (ص): أصلهم.