للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليكم، وحُجَّتِي عليكم، وفَرِيضَتِي التي تَعَيَّنَتْ عليَّ أَدَّيْتُها إليكم، وفَائِدَةُ رِحْلَتِي التي نَأَيْتُ بها عنكم، والله خَلِيفَتِي عليكم، وهو حسبُنا ونِعْمَ الوكيل" (١).

وقال - كذلك -: "ولم يترك الشيطان الناس مع هذا الحديث ولا مع هذه الآية، وذلك كاف؛ حتى أضلَّ من عمل لهم الأحاديث في فضائل الآيات والسُّوَرِ، فروى لهم في آية الكرسي أنها سيدة القرآن، ويس قلب القرآن، وأمثالها، فلا تحفلوا بذلك كله، وأَقْبِلُوا على ما صَحَّ ففيه الغنية" (٢).

وهذه النصوص تدل دلالة بينة على ما كان ابن العربي يتعاناه في مجتمعه، وهو يرى خاصة أهل العلم مُعَوِّلينَ على كل ضعيف لا يَحِل، أو ساقط من الأثر يُخِل، وأكثر من تلك الشكوى لما لامس من آثارها السيئة، ونتائجها المردية.

[الثاني: استصلاح العلوم]

وكان ابنُ العربي يروم من خلال الاقتصار على الحديث الصحيح أو الحسن تنقية علوم الإسلام ممَّا شابها، من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وكان قسم كبير من هذه البدع المضلة قد دخلت من جهة التعلق بالضعاف والمناكير، والعلومُ التي رام استصلاحها هي:


(١) سراج المريدين: (٢/ ٣١٩ - ٣٢٠).
(٢) قانون التأويل: (ص ٢٣٩ - ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>