للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشَّاعر - وهو أبو طالب يرثي مسافر بن أبي عمرو -:

بُورِكَ الميتُ الغريب كما بُو … رِكَ نضحُ (١) الرُّمَّاد والزيتونِ (٢)

[بَرَكَةُ المؤمن]:

والمُؤْمِنُ مُبَارَكُ الذَّات، مبارك الصفات؛ لأنه مُطَهَّرٌ مُسَلَّمٌ عن الشك والشِّرْكِ، مبارك الأقوال؛ لأنه لا يقول إلَّا خيرًا، مبارك الأفعال؛ لأنه لا يأتي إلَّا طاعه، مُنْتَفَعٌ (٣) به في علمه ودعائه، ومواساته إن كان ذا مال، وعلى قَدْرِ نفعه لنفسه والانتفاع به تكون بركته، فهو بَرَكَةٌ كله، ولذلك يقال: خادم مُبارَكَةٌ، ودار مباركة، ودابَّة مباركة؛ إذا أَعْقَبَ (٤) مِلْكُها خَيْرًا لمالكها.

وفي الأثر: "إذا اشترى أحدكم خادمًا أو دابة فليأخذ ناصيتها، وليَدْعُ فيها بالبركة" (٥).

وقد قال النبي: "اللهم بارك لنا في مَدِينَتِنَا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنَا" (٦).


(١) في (ك) - أيضًا -: نضر.
(٢) البيت من الخفيف، وهو من جملة أبيات رثائية لعم النبي أبي طالب، وهي في ديوانه: (ص ١٠٤، ٢٦٣).
(٣) في (ص): ينتفع.
(٤) في (ك) و (ص): عقَّب.
(٥) أخرجه أبو داود بنحوه في السنن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه: كتاب النِّكاح، بابٌ في جامع النِّكاح، رقم: (٢١٦٠ - شعيب).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الحج، باب فضل المدينة، رقم: (١٣٧٣ - عبد الباقي).