للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يَقْنَع البائسون بحديث موسى في رحلته إلى الخَضِرِ يَطْلُبُ العِلْمَ حتى اختلقُوا ما لا معنى له، إلى أحاديث لا حصر لها ولا أصل.

[الوصاةُ بالأحاديث الصحيحة]:

فاقبضوا على ما في كَفِّ الإسلام منها، واضبطوا عليه بها، فياليتكم حصَّلتموه عُمْرَكُم، وما أُرَاكُمْ فاعلين ولا لها، ولو فعلتم مُطِيقِينَ إلَّا بتوفيق رَبِّ العالمين (١) وفضله ورحمته، واعتمِدوا من أحاديث (٢) الكَفِّ على ما صحَّ وثَبَتَ، ففيها ضَعِيفٌ كثير، ولا تكونوا كمن أحرز (٣) ناقةً أو شاةً من هَجْمَةٍ (٤) أو قَطِيعِ فترك الكَوْمَاءَ (٥) والرُّبَّى (٦)، وعَمَدَ إلى المريضة والهزيلة، بل قد تركتم هذا كله وعمدتم إلى الميتة، وتركتم السمين والهزيل، وجعلتم تأكلون الميتة وتُطْعِمُونها سواكم، فياليت شعري ما حُجَّتُكم عند ربكم؟

وقد أخبرني (٧) بدمشق الشيخ الحافظ (٨) أبو محمد هِبَةُ الله بن أحمد


(١) في (س): فضل رب العالمين.
(٢) في (س): حديث.
(٣) في (س): جزر.
(٤) في (س): عجمة.
(٥) في طرة بـ (س): الكوماء: الطويلة السنام.
(٦) الرُّبَّى: هي التي تُرَبَّى في البيت لأجل اللبن، تاج العروس: (٢/ ٤٧٠).
(٧) في (ز): أخبرنا.
(٨) سقط من (ص).