للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[محاسنُ البغداديِّين]:

فهذه مراتب الفامِيِّين (١) والسقَّائِين، ولولا خروج هذا الغرض عمَّا نحن بصدده لأوردت عليكم في ذلك غرائب، وإنما قَصَدْنَا بذلك أن كل أحد منهم عاميًّا وخاصيًّا إذا حاول معنًى بَرَّزَ فيه، وأخذه من جميع نواحيه، وضمَّ على أوساطه ما اتَّسع من أطرافه وحواشيه.

[أقلُّ أحوال المتبتلين]:

وأَقَل أحوال المُتبتِّلِينَ أن يقوم قبل الفجر من نومه؛ فيذكر الله ويقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" (٢)، ويقرأ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [آل عمران: ١٩٠]؛ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم يتوضأ ويصلي ثلاث ركعات، ويذكر الله إن كان فارغًا عن شُغْل من خدمة عِلْمٍ أو معاش، حتى إذا طلع الفجر ركع ركعتيه، يقرأ في الأولى بـ ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)﴾، وفي الثانية بسورة التوحيد، ثم يصلي الصبح، فإذا فرغ منها قال: اللهم اغفر لي؛ ثلاثًا، ثم (٣) قال: "اللهم أنت السَّلام، ومنك السَّلام، تباركت يا (٤) ذا الجلال والإكرام، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)[الصافات: ١٨٠ - ١٨٢] "، ويقول: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، عشر مرات، ولا يتكلَّم.


(١) في (ك) و (ص): الفامين.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه عن حذيفة : كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا أصبح، رقم: (٦٣٢٤ - طوق).
(٣) قوله: "اللهم اغفر لي؛ ثلاثًا، ثم" سقط من (ص).
(٤) سقطت من (ك) و (ب).