للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إمامُك مِثْلَك، وتقول: "لا أصلي خلفه"، فلا تُصَلِّ أنت إذًا، فإنَّ ما يَقْدَحُ في صلاتك يَقْدَحُ في صلاته، وما تَصِحُّ به صلاتُه تَصِحُّ به صلاتُك.

[إمامةُ الفاسق]:

ومسألةُ إمامة الفاسق ذَهَبَتْ بما فيها لعُموم هذه الصفة، ولو لم يتقدَّم اليوم للإمامة إلَّا عَدْلٌ؛ ﴿لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾.

"والصَّلَاةُ أَحْسَنُ ما يَفْعَلُ الناس، فإذا أَحْسَنُوا فاَحْسِنْ معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم" (١)، إلَّا أن يَجُوزَ الرَّجُلُ مَرْتَبَتَه، وتَشْتَهِرَ للعَالِمِ منزلتُه، ويتخلَّف عن المسجد، فيَذْكُرُ عُذْرًا أو لا يذكره، فيُقْبَلُ ذلك منه ويُخَلَّى (٢)، كما فَعَلَ مَالِكٌ وغيرُه من العلماء.

وقد قال عثمان بن أبي العاص: "لولا الجُمُعَةُ وصلاةُ الجماعة لبَنَيْتُ في أعلى داري هذه بَيْتًا، فلم أخرج منه حتى أخرج إلى قبري" (٣).

فإن خاف فساد حاله ترَكَ ذلك كلَّه؛ ودَخَلَ في سِرْبٍ، وعَضَّ على أَصْلِ شجرة.


(١) أخرجه البخاري من قول عثمان : كتاب الأذان، باب إمامة المفتون والمبتدع، رقم: (٦٩٥ - طوق).
(٢) سقط من (س)، وبعده في (س) و (ص) و (ف): وما رأى، وضرب عليه في (د).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في الزهد: (ص ١٩٠).