للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تكميل]

وممَّا يلتحق بنقد "سراج المريدين" - وليس منه - ما صَنَعَهُ الشيخ أحمد بن الصديق الغُمَارِي الدَّرْقَاوِي في بعض كُتُبِه، وقد ملأها حقدًا على الإمام ابن العربي، ورماه فيها بالعظائم على عادته، وسبَّه سبًّا قبيحًا؛ ولم يترك لفظة ولا كلمة سوء إلا وقالها فيه، وقَرَفَهُ بها.

وكان من سَابِقِ رأيي أن لا أتعرَّض لكلامه؛ لما أعلمه منه وأستيقنه فيه؛ من زمان مضى يزيد على العشر سنين، ولكن لمَّا كان على الدارس أن ينظر في الكتاب الذي يحققه، وما قيل فيه، وما قام من حوله من أنقاد، تَحَتَّمَ عليَّ أن أنظر في تلك المطاعن وأُبَيِّنَ وجه الصواب فيها، وأكثر ما زعمه نقدًا ناشئ عن وهم أو سوء فهم.

غير أَنِّي أُقَدِّمُ بين يدي هذه المطاعن مُقَدِّمَةً مبيِّنًا فيها عُمَدَ هذه المطاعن التي ردَّدها الغماري في كُتُبِه، وهي تتلخَّص في ثلاثة مطاعن، ونَسَجْتُها على نَسْجِ الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي - رضوان الله عليه - في كتابه العُجَابِ "العواصم من القواصم"، فأبتدئ بذِكْرِ القاصمة، وأعقبُها بالعاصمة التي تعصم منها، والله الموفق.

[قاصمة: في اتهام ابن العربي بالنصب]

قال الغماري: "ومن أعجب ما تسمعه من ضلال المقلدة وفجور المبتدعة ونفاق النواصب أفراخ الخوارج قول بعض رؤسائهم وأئمتهم؛

<<  <  ج: ص:  >  >>