للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطَّامَّةُ: وهو الاسمُ السَّادس والعشرون

ومعناها: الغالبة، من قولهم: طَمَّ الشيءُ إذا عَلَا وغَلَبَ.

ولأنها تغلب كلَّ شيء، كان بها هذا الاسمُ حقيقةً دون كل شيء.

وهي كما قدَّمنا: القارعة، قال الله تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ﴾ [الحاقة: ٤]، وقال تعالى: ﴿الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ القارعة: ١ - ٣]، يُكَرِّرُها تأكيدًا، وذلك يكون في المدح والذَّمِّ، وقد بيَّنَّاه في موضعه.

وقد بيَّنا أنه (١) مِن قَرَعَ، أي: ضَرَبَ.

ويمكن أن تكون سُمِّيَتْ بذلك لأنَّها لا نظير لها، من قولهم: فلانٌ قَرِيعُ دَهْرِه، والمختارُ من أهل عصره.

والقَرِيعُ: الفَحْلُ من الإبل.

وقَرِيعُ القُرَّاءَ رئيسُهم.

وإن قلت: إنها بالمعنيين جميعًا قارعةٌ، فإنها خِيَارُ الأيام للمؤمنين، وضاربةٌ بالأهوال للكافرين، وهذا بَدِيعٌ فاعلموه مَعْشَرَ المُرِيدِين -يرحمكم الله- من حُكْمِ الله (٢)، وهي:


(١) في (د) و (ز): أنها.
(٢) قوله: "من حكم الله" لم يرد في (س) و (د).