للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحتهم؟ ورَمَيْتُها (١) في بعض الأيام (٢) في جملة الرِّقَاع؛ فلمَّا تكلَّم عليها، وبلغت الدَّوْلَةُ إلى رُقْعَتِي، وليس له عِلْمٌ بصاحب واحدة منها، وقال (٣): هذا (٤) يسأل عن قول الله كذا، ويا حبيبي؛ هذا وقد مَكَّنَه الله من أربع جهات يكون تسع مائة وتسعة وتسعون للنار، وواحدٌ للجنة، فكيف لو جاء من الجهات كلها؟ ما رأى أحدٌ الجنة أبدًا، ولكن إذا غَشِيَ من الجهات الأربع غَشِيَتِ الرحمة من فوقنا، وثَبَّتَتَ السكينةُ أقدامنا فنجونا، فعجبت من قوله: يا حبيبي، وناداني مناداة الصبيان، وهذا فنٌّ يُسَمُّونه الكلام على الخواطر.

[الكلامُ على الخواطر]:

قال لي بعضُ أشياخي بالمسجد الأقصى من الصوفية: كنتُ يومًا في مجلس أبي سعيد الصوفي (٥) بنيشاغور، وهو يتكلم في حفل عظيم، فرأيته يصنع شيئًا على المنبر، فقلت في نفسي: يا ليت شعري، إن كان (٦) هذا الذي يفعل (٧) الشيخ يجوز أم لا؟ فصرف وجهه إلى جهتي وأنا في ناحية من الخَلْقِ (٨)، وجعل يقول: "رُوَاسْت، رُوَاسْت"، يعني: يجوز، يجوز.


(١) في (س): رميته.
(٢) قوله: "في بعض الأيام" سقط من (س).
(٣) في (ص) و (د): قال.
(٤) في (ص): وهذا.
(٥) وَرَدَ ذِكْرُه في سراج الملوك لأبي بكر الفهري: (٢/ ٥١٦ - ٥١٧)، وذَكَرَ هناك أنه باني المدرسة النظامية لخواجا بُزُرْك، وذَكَرَ سيرتَه في شراء الخانات والدُّورِ والبساتين، وقد جَعَلَ كُلَّ ذلك مُحَبَّسًا على الصوفية والفقراء.
(٦) قوله: "إن كان" سقط من (ص).
(٧) في (ص) و (د): فعله.
(٨) في (د): الحلقة.