للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهم في ذلك كراماتٌ في مقامات لا يعلمها أهلُ هذه البلاد (١).

أخبرني أبو الحُسَين (٢) المبارك بن عبد الجبَّار بمنزله بالقَطِيعَةِ وأنا أقرأ عليه "غريب الحديث" لابن قُتَيبة، قال لنا: كنت أختلفُ إلى سماع هذا الكتاب على أبي الحسن علي بن عمر (٣) القزويني (٤) الحربي (٥)، بالحَرْبِيَّةِ (٦) من الجانب الغربي كل يوم؛ من الظهر إلى العصر، فصرتُ يومًا (٧) مع صاحبي من القطيعة إلى الحربيَّة (٨) في القائلة، ولطول الطريق استعنَّا (٩) بالحديث، فقلنا: إن شيخنا أبا الحسن لا يُخرج أبدًا يده من كُمِّه، وإنَّما يُمسك الأجزاء بأكمامه، ويُناولها (١٠) بأكمامه (١١)، ولا يَطَّلِعُ له أحدٌ على يد، فقال لي صاحبي: ولعل به بَرَصًا، فهو يستره، وبلغنا المسجد بالحربية (١٢)، ودخلنا وركعنا، وانتظرنا حتى خرج فصلَّى بنا، فلمَّا فَرَغْنَا تحلَّقنا إليه (١٣)،


(١) يقصد بلاد الأندلس.
(٢) في (س) و (ف) و (ص): الحسن.
(٣) ترجمته في: تاريخ بغداد: (١٣/ ٤٩٨)، وسير النبلاء: (١٧/ ٦٠٩ - ٦١٣).
(٤) في (د): الغزوني، وفي (ص): الغروي.
(٥) في (س): الخربي.
(٦) في (د): الخربية.
(٧) في (د) و (ص): مع صاحبي يومًا.
(٨) في (س): الخربية.
(٩) في طرة بـ (د): اشتغلنا.
(١٠) في (د): تناوله، وسقطت من (ص).
(١١) سقطت من (س) و (ص).
(١٢) في (س): الحديث.
(١٣) في (د) و (ص): عليه.