للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفِكْرُ في الله تعالى:

قال ابنُ العربي: "أمَّا الفِكْرُ في الله فقد روى الضعفاء عن النبي أنه قال: "تفكَّروا في خَلْقِ الله، ولا تفكَّروا في ذات الله" (١)، وهذا حديث باطل، وإنما حضَّ الله على الفكر في اياته، والاعتبار بمخلوقاته؛ لأن ذاته لا يُتَصَوَّرُ الفِكْرُ فيها؛ لأن الفِكْرَ والنظر إنَّما هو لما له مِثْلٌ، ولمَّا لم يكن لها مِثْلٌ لم يُتَصَوَّرْ فيها فِكْرٌ" (٢).

تعظيمُ قَدْرِ الأنبياء:

وقد قدَّمنا بعض ذلك، وممَّا لم نذكره: ما ينتزعه ابنُ العربي من شواهد القرآن ودلائل البيان ممَّا فيه تعظيمٌ لخاتم الأنبياء سيدنا محمَّد ، منها: حديثه عن جلاله، ورحمته، وما خُصَّ به من الفضائل والخصال، وما حازه من كُمَّلِ المناقب والمكارم (٣).

الثانية: مسائلُ عِلْمِ الأحكام

وفي هذا الكتاب مسائل كثيرة متعلقة بالأحكام، وفيها ما يتعلق بنوازلها، وما يختص بحوادثها، ممَّا يحتاج إلى نَظَرٍ وَافٍ، وفِكْرٍ صَافٍ، وتَقْرِيرٍ شَافٍ، وهي:


(١) أخرجه هنَّاد في الزهد من طريق الأعمش مرسلًا: (٢/ ٤٦٩)، رقم: (٩٤٥)، وكذلك عن الحسن مرسلًا: (٢/ ٤٦٩)، رقم: (٩٤٦)، وأبو نُعَيم في الحلية عن ابن سلام : (٦/ ٦٧)، وورد عند آخرين بأسانيد لا تخلو من ضعف، وينظر: المقاصد الحسنة: (ص ١٥٩)، رقم: (٣٤٢).
(٢) سراج المريدين: (٢/ ٤٦٦).
(٣) سراج المريدين: (٢/ ٤٧٤ - ٤٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>