للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَعْضَهم وفصَّل في مَوْضِعٍ آخر، فقال: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ﴾ (١) [النحل: ٤٩].

والسُّجُودُ بالاعتقاد والقول والفعل والحال، وهي الدِّلَالَةُ على الوحدانية بحاله (٢)، فإذا حصَّلها رَجَعَ الأَجْرُ إلى الأوَّل فاستقرَّت في قلبه، وتحقَّق بها اعتقادُه، واستمرَّت (٣) صفاتُها على وَجْهٍ بيَّنَّاه من قبلُ، ويأتي مَزِيدُ بَيَانٍ فيما بعد ذلك من الأسماء والصفات إن شاء الله.

صَلَاةُ النَّافِلَةِ:

وإذا أَحْكَمَ الفرائض فليَعْطِفْ عِنَانَ الاجتهاد إلى النوافل، وأَوْكَدُها السُّنَنُ التي نَدَبَ النبيُّ إليها أو (٤) أوجبها، على اختلاف العلماء، وليَعْطِفْ على مُجَرَّدِ الفَضْلِ بعد ذلك، وهي اثنتا عشرة ركعة: أَرْبَعٌ قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان قبل العصر، وركعتان بعد المغرب في بيته، وركعتان بعد الجمعة في بيته، وركعتان عند حلول الشمس من المشرق بالنسبة التي تَجِبُ صلاة العصر في كونها من المغرب بم وهو الضحى؟ الذي من أتى بها (٥) كان من الأوَّابين (٦)، وحَمَى ثَلَاثَمِائَةٍ وسِتِّينَ عَظْمًا فيه من النار، قال النبي : "يُصْبحُ على كل سُلَامَى من ابن آدم


(١) قوله: "فقال: ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة" لم يرد في (س) و (ص).
(٢) في (ص): بجلاله، وسقطت من (د).
(٣) في (د): استرَّت.
(٤) في (ص): تحت.
(٥) في (د): بهما.
(٦) في (س) و (ز): الأوَّلين.