للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستيقظتُ، وكان هذا (١) من حديث نفسي أبدًا (٢)، وجملةٌ ممَّا عندي في هذه المسألة من طريق الفقه، وسيأتي بقيَّة ذلك في "الصفات" إن شاء الله.

والمنزلة العُلْيَا: ما قدَّمنا عن عُمَرَ وأبي ذَرٍّ، "وقد كان عمر لا يَأْتَدِمُ عام المجاعة حتى يَحْيَى الناس مِنْ أوَّل ما يَحْيَوْنَ" (٣)، ويُساويهم مطعمًا وملبسًا؛ لأنَّه كان أميرَهم، ومسؤولًا على الخصوص عنهم، وكان يُكثر محاسبة نفسه لما يخافه (٤) من محاسبة الله ونِقْمَتِه.

[تَقْصِيرُ الأغنياء والولاة في شأن الفقراء والمحتاجين]:

والتَّحْقِيقُ في هذا كله: أن الأغنياء والولاة (٥) مفَرِّطُون، وعلى سبيل التقصير سائرون، فإنَّ كلا الطائفتين قد حازت من الأموال ما لو أمِرَّتْ (٦) على وجه الحق والرفق بالطائفتين - أعني: الأغنياء والفقراء - من الخَلْقِ لما ظهرت خصاصةٌ، ولا هلك (٧) أحدٌ هُزْلًا، ولا ذهبت الأديان، ولا


(١) في (ص) و (ز): وهذا كان.
(٢) سقطت من (ز).
(٣) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: كتاب الجامع، جامع ما جاء في الطعام والشراب، (٢/ ٣١٢)، رقم: (٢٦٤٩ - المجلس العلمي الأعلى)، وأخرجه الإمام أحمد في الزهد عن زيد بن أسلم عن أبيه: (ص ١٥٠)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بلى أحمد بن حنبل عن أنس: (١/ ٤٨)، وهو في الطبقات لابن سعد: (٣/ ٢٩١).
(٤) في (ص): يخاف.
(٥) في (ع): الأولياء، وسقط من (ز).
(٦) في (ص): مرت.
(٧) في طرة بـ (س): في خ: مات.