للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنهم من يَسْتَجِدُّه لكلِّ عِيدٍ.

ومنهم من يستجده لكل جمعة.

ومنهم من يستجده لكل يوم، فلا يعود إليه.

وهذه المَخِيلَةُ التي حرَّمها الله، وما أظن أحدًا يفعل هذا من حلال؛ لأنَّه إن كان مالُه حلالًا فليس يُسْرِفُ فيه هكذا، بل يرى أن إتلافه في الصدقة أفضل من هذا التمتع الجافي، وإن كان مالُه قليلًا لم يحتمل هذا، وإنما يَخِفُّ ذلك (١) على أهل الحرام؛ لأنهم مُسَخَّرُونَ للشيطان في إتلافه بالباطل، في الإسراف الممنوع، حتى يتضاعف الإثم.

[رَقِيقُ القُمُصِ]:

وقد رأيتُ من لا يلبس المُبَطَّنَاتِ من الأغنياء، وإنَّما لباسُه رَفِيقُ القُمُصِ؛ يضاعفها إلى العشرين وقايةً للبرد، ويَحُطُّها للحَرِّ حتى تعود إلى واحد، وقد صحبتُ رجلًا ثلاثين سنة؛ فما زاد على جُبَّةٍ واحدة من كَتَّانٍ وبُرْنُسٍ من صُوفٍ، يلتزمه باديةً وحاضرةً لا يخلعهما (٢)، فما أَثَّرَ الزمان فيهما (٣) ذلك التأثير؛ لا بتقطيع (٤) ولا بتدنيس (٥)، وكان قليل الحركات رَفِيقَها، وكان يخلعها في منزله، وإنَّما كان لتصرفه بين الناس، وكان عاميًّا منقبضًا.


(١) في طرة بـ (س): في ص: هذا، وهو الذي في (د).
(٢) في (د) و (ز): يخلعها.
(٣) في (د): فيها.
(٤) في (د): تقطيع.
(٥) في (د): تدنيس.