للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الحديث في مثلها: قال النبي : "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرَّة من كِبْرٍ" (١)، يعني: من كُفْرٍ، وقد تقدَّم بيانُه.

[رؤوس المُتَكَبِّرِينَ]:

وقد تكبَّر إبليسُ على آدَمَ فهَلَكَ إلى الأبد، وكان ذلك لأنه اعتقد أنه أكبر من آدم، وقد أَمَرَهُ الله أن يُعَظِّمَه حتى يكون أكبر منه عَمَلًا، كما كان أكبر منه عِلْمًا، واعترض على أَمْرِ الله برأيه السخيف وعقله الناقص، فكان هذا رَدْعًا لكل من اعتقد في نفسه ما لم يجعله الله فيه، وكان إبليسُ كما قيل:

فبات بخَيْرٍ والزمانُ مسالم … وأصبح يومًا والزمان محاربُ (٢)

وقلتُ أنا (٣):

وغَالَبَ أَمْرَ الله فيما يظنه … وإن طاك الأيامُ فالله غالبُ (٤)

وآدمُ وإبليسُ في أمرهما غريبة؛ كانت من آدم هفوة بشرية، تداركتها رحمة أوَّلية، وكانت من إبليس كلمة جاهلية، فنفذت فيها نقمةٌ عَصَوِيَّةٌ (٥)، أنزلته ببقعة غَضَوِيَّةٍ (٦).


(١) تقدَّم تخريجه في السِّفْرِ الأوَّل.
(٢) من الطويل، ولم أقف عليه.
(٣) قوله: "وقلت أنا" سقط من (د).
(٤) من الطويل.
(٥) في (ص): غضبية.
(٦) في (ص): عصوية.