للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا به يتكلَّم في الزيارة ويُشَوِّقُ (١) إليها، ويتمنَّى أن يكون بها، وأن يموت عندها، فيدفن (٢) في ذلك الجوار الكريم.

[نَقْدُ إطلاق العشق على الله تعالى]:

وللصوفية في إطلاق العِشْقِ على الله تجاوزٌ عظيم، واعتداء كبير، ولولا إطلاقُه للمحبة ما أطلقناها عليه (٣)، فكيف أن نتعدَّاها (٤) إلى سواها من ألفاظ المُجَّانِ (٥)؟ وليس لها (٦) أصل في الشريعة، وقد يكون لانتزاع المعاني من الشعر (٧) وَجْهٌ، ولكن ليس بهذا (٨) الإفراط الذي لا يَحِلُّ.

[[حكاية]]

وكان ببغداد واعظٌ (٩) يقال له ابن عطاء (١٠)؛ يتكلَّم على الخاطر، ذَكَرَ


(١) في (ص): يتشوق.
(٢) في (ص): ويدفن.
(٣) سقط من (د) و (س).
(٤) في (س) و (ف) و (ص): تتعدَّاها.
(٥) في (س): المجاز، وفي (ص): المحال.
(٦) في (د) و (ص): له.
(٧) في (ص): السر.
(٨) في (د): إلى هذا.
(٩) في (ص): وعاظ منهم.
(١٠) الإمام الزاهد، العالم العابد، أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء، أبو العباس الأَدَمِي الصُّوفي، من طبقة الجُنَيد، ومن أنبل متصوفة بغداد، له لسانٌ في فهم القرآن، ويؤثر عنه كلمات لِطَافٌ في الأحوال والمقامات، توفي ببغداد عام ٣٠٩ هـ، ترجمته في: طبقات الصوفية للسُّلَمي: (ص ٢٦٥ - ٢٧٢)، وحلية الأولياء: (١٠/ ٣٠٢ - ٣٠٥)، وتاريخ بغداد: (٦/ ١٦٤ - ١٧٠)، ورسالة القُشَيري: (ص ٧٤).