للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسماعيل عَوَّامًا على صفحة الفؤاد، خارجًا عن موضع الاعتماد والاعتداد؛ وهي السُّوَيداء التي تعرف بالسواد، وليست عَلقة الدم التي هي حَظُّ الشيطان، ولكنها التي ينشأ الفؤاد عنها، وهي أدهم بقعة فيه وأخضرها".

فلَعَمْرُ إلهكم لقد كان كذلك، ولقد ظهر (١) من فراغ دخيل قلب إبراهيم من إسماعيل بحيث بادر إلى ذبحه واستهلاكه في أمر الله، ويرجع بعده إلى الله.

المرجع السَّادس:

بَدَنُه؛ أمر فيه بثلاثين خصلة، قد بيُّنَّاها مشروحة في "التفسير" (٢)، فانقلوها منه، واسردوها إن احتجتم إليها على الترتيب القانوني.

فرجع إبراهيم عن نفسه إلى ربه، ووفَّى بجميع ما ابتلي به وفيه (٣)؛ من صبوته إلى مشِيخَتِه، دون ضلالٍ عن رُشْدٍ، ولا غفلةٍ عن ذِكْرٍ، ولا إسقاطٍ لحق، ولا إخلالٍ بقَدْرٍ.

فرأيتُ (٤) لبعض العارفين (٥) في ذلك كلامًا بديعًا، قال: "وفَّى بأربع؛ بمَالِه للضِّيفان، وبدنه للنِّيران، وولده للقُربان، وقلبه للرَّحمن".

وقد قال النبي (٦) : "عشر من الفطرة"، فذكر المهم من خصال الفطرة، ولم يذكر في الصحيح باقيها، فربكم أعلم بها، والعَشْرُ (٧) هي ما


(١) في (د): طهر.
(٢) ينظر: أحكام القرآن: (٣/ ١١٨٤).
(٣) في (ك) و (ص): فيه وبه.
(٤) في (ك) و (ص): قرأت.
(٥) في (ب): الناس.
(٦) في (ص): مُحَمَّدٌ.
(٧) في (ك): العاشر.