للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرَّج مُسْلِمٌ عن عائشة: "عشر من الفطرة؛ قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" (١).

قال مصعب بن شيبة -راويه (٢) -: "ونسيتُ (٣) العاشرة، إلَّا أن تكون المضمضة" (٤)، ولم يروه غير هذا الناسي، وقد تكلَّموا فيه.

وقد قال الله تعالى لنا: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ﴾ [الروم: ٣٠].

يعني: راجعين إليه بالاعتقاد والأقوال والأعمال.

وقال تعالى لنبيه : ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان: ١٤].

قال أهل الزهد: "المُنِيبُ هو الراجع إليه حقًّا، من غير أن تبقى له بقيَّة في نفس".

وكذلك كان النبي، فقد امتثله على الإطلاق، واهتدى بهديه وحقَّق الاقتداء بأبيه إبراهيم فيه، وبذلك مع ما زاد من فضل الله عليه سبقه ولسائر الأنبياء في المنزلة.

وقال لنا: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ [الزمر: ٥١].

قال لنا أبو الفضائل بن طَوْقٍ: قال الأستاذ أبو القاسم القُشَيري: "الفرق بين التوبة والإنابة، أن التوبة هي الرجوع خوف العقوبة، والإنابة الرجوع حياءً من كَرَمِه" (٥).


(١) تخريجه في الذي بعده.
(٢) في (د): رواية.
(٣) في (ك) و (ص): نسيت.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة، رقم: (٢٦١ - عبد الباقي).
(٥) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٨٨).