للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البلاد؛ لكثرة أمطارها وطِينِها، وفَقْرِ أهلها؛ فإن الغني من أهل المغرب بمنزلة الفقير من أهل المشرق؛ في قَدْرِ ذات يده.

ولقِلَّةِ ذات أيديهم (١) يميلون إلى الأرخص؛ وهو الأغبر، وأكثرُ أهل الخير (٢) فقراء، فيغلب عليهم هذا اللون الأغبر، فيدخل عليهم فيه الأغنياء تَشَبُّهًا بهم، أو يَسْتَصْبِغُه من يطلب الرُّخْصَ أيضًا، ولا ينبغي أن يقصد بما يلبسه رياءً ولا شُهْرَةً.

الصوف (٣):

هو لباسُ العرب وأهل الشَّعَرِ والوَبَرِ، وساكني الجبال والبلاد الباردة، وهو كان لباس الأنبياء.

ففي كتب التفسير: "أن موسى كلَّم ربه في جُبَّةِ صوف" (٤).

ومن الثابت في الصحيح عن عائشة: أنها أخرجت لقوم فيهم أبو بُردة كِسَاءً مُلَبَّدًا وإزارًا غليظًا، فقالت: "قُبِضَ رسولُ الله في هذين" (٥).


(١) في (ص): يدهم.
(٢) سقطت من (د).
(٣) ينظر: المسالك: (٧/ ٣٠٤)، وشرح ابن بطال: (٩/ ٨٦).
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: أبواب اللباس عن رسول الله ، باب ما جاء في لبس الصوف، رقم: (١٧٣٣ - بشار)، وضعَّفه، وهو حديث باطل، آفته حُمَيد الأعرج، وهو منكر الحديث، الكامل لابن عدي: (٢/ ٢٧٣).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة : كتاب اللباس، باب الأكسية والخمائص، رقم: (٥٨١٨ - طوق).