للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصداه وسلَّما عليه، وتحدَّثا، فلمَّا أرادَا الانقلاب عنه قال له الشافعي: من نسي سجدة من صلاته لا يدري من أي ركعة هي؟ قال له شيبان: ولمَ نَسِيَ؟ هذا قَلْبٌ غَافِلٌ عن الله، فكَرِهَ أحمدُ مقالته، وقال له: قد كنتُ نَهَيْتُك عن هذا" (١).

فلهذا (٢) لم نَبْنِ (٣) هذا (٤) الكتاب على هذا الباب.

صلاةُ الجماعة:

والجماعة معنى الدين، وشعارُ الإسلام، وهي فرض كفاية، وليست من فرائض الأعيان، ولو لم يكن فيها إلَّا تَضْعِيفُ الأجر أو الدرجات؛ من عَشْرٍ، إلى خَمْسٍ وعشرين درجة، إلى سَبْع وعشرين جُزْءًا.

ولو تركها أَهْلُ مِصْرٍ قُوتِلُوا، أو أَهْلُ حَارَةٍ أُجْبِرُوا (٥) عليها وأُكْرِهُوا.

وقد تطرق الخَلَلُ إليها اليوم بفساد الناس وفساد الأئمة، فأمَّا عامةُ الناس فلا يُمَكَّنُوا من التَّخَلُّفِ عنها، ولا حُجَّةَ لهم في إمامهم أن يكون غير رِضًى (٦) عندهم، فإنه مِثْلُهم، وإنما يَطْلُبُ الأَفْضَلَ الأَفْضَلُ، وانَّما يكون


(١) رسالة القُشَيري: (ص ٤٣٥)، والسائلُ فيها أحمد لا الشافعي، ويبعد أن تكون هذه الحكاية صحيحة، فوفاةُ شيبان الراعي كانت قبل أن يلقى الإمامُ أحمدُ شيخَه الشافعي، والله أعلم.
(٢) في (د) و (ص): فلذلك.
(٣) في (ص): يُبْنَ.
(٤) سقط من (س).
(٥) في (س) و (ف): جُبِروا.
(٦) في (د): رَضِيّ.