للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه: "إن آل أبي فلان"، قال البخاري: "وكان في كتاب محمد بن جعفر بياض" (١)، والمعنى فيه: أني لست أَخُصُّ قرابتي الماسَّة ولا فَصِيلَتِي الأدنين (٢) بولاية دون سائر المسلمين، أَمَا إِنَّ رحمهم معي في الطَّالبِيَّةِ سأَبُلُّها ببِلَالها، معناه: أُعطيها حقَّها، فإن القطيعة في العربية يُبْسٌ، والصِّلَةُ بَلٌّ، قال الشَّاعر:

فلا تُوبِسُوا (٣) بيني وبينكم الثَّرَى … فإنَّ الذي بيني وبينكم مُثْرِي (٤)

[حديثُ: ليس الواصل بالمكافئ]:

وأمَّا قوله: "ليس الواصل بالمكافئ": فإنَّ المعنى فيه بَيِّنٌ؛ لأنه إذا وَصَلَ لمكافأة سابقة أو وَصَلَ يَتَوَكَّفُ مكافأة لاحقة (٥) فهو بائع ومبتاع،


= في "سراج المريدين": كان في أصل حديث عمرو بن العاص: "إن آل أبي طالب"، فغيَّر "آل أبي فلان"، كذا جزم به، وتعقَّبه بعضُ الناس وبالغ في التشنيع عليه، ونسبه إلى التحامل على آل أبي طالب، ولم يُصِبْ هذا المُنْكِرُ؛ فإن هذه الرواية التي أشار إليها ابنُ العربي موجودة في "مستخرج أبي نُعَيم"، من طريق الفضل بن المُوَفَّقِ عن عَنْبَسَةَ بن عبد الواحد بسَنَدِ البخاري؛ عن بيان بن بِشْرٍ عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص رَفَعَه: "إن لبني أبي طالب رَحِمًا أَبُلُّها ببلالها"، وقد أخرجه الإسماعيلي من هذا الوجه أيضًا، لكن أَبْهَمَ لَفْظَ "طالب"، وكأنَّ الحامل لمن أَبْهمَ هذا الموضع ظنهم أن ذلك يقتضي نقصًا في آل أبي طالب، وليس كما توهَّموه".
(١) الجامع الصحيح: (٨/ ٦ - طوق).
(٢) في (ك): الأدنون، وضعَّفها في (د).
(٣) في (د): تولجوا.
(٤) البيت من الطويل، وهو لجرير في ديوانه: (٢/ ٤٢١).
(٥) مرَّضها في (د)، وفي الطرة ما لم أهتد لقراءته، لبَتْرٍ لحق تلك الكلمة.