قال الغماري:"وقد كان الرجل من علماء الدنيا لا من علماء الآخرة، زيادة على فرط بغضه لآل البيت النبوي، ولعلي بن أبي طالب ﵇، الدَّال على نفاقه بشهادة الحديث الصحيح"(١).
قلتُ: ونقدُه من وجهين:
الأوَّل: قد قدَّمنا ما نال الرجل من محنة، ولو كان من علماء الدنيا ما جرى له الذي قصَّه وحكاه في كتبه، وكتابه هذا شاهد على عرفانه وتألهه وفضله، وفيما حكاه عن مرابطته ومجاورته وتبتله ما يقضي على كل ما قاله هذا الغماري بالإبطال، وقد تقدَّم كثير منه في صدر الدراسة، فتُنْظَرُ ثمَّة.
الثاني: ما زعمه من بُغْضِ الإمام ابن العربي لآل البيت مَحْضُ افتراء، وأوهام سرت إليه من رافضة الشرق وزيدية اليمن، وقد أفسدُوا معتقده، ولَعِبُوا بعقله؛ حتى صار غالبُ الناس - من العلماء والفقهاء والمحدثين - متهمين عنده بالنصب، هكذا مرَّة واحدة، وقد تقدَّم إبطالُ كل هذا الذي يبدئ ويعيد فيه.
الموطنُ الحادي والعشرون:
قال الغماري: "من دسائس ابن العربي المالكى المذكور في النصب وبُغْض آل البيت النبوي قوله في الاسم الذاكر من السراج: وكان بعضهم ينشد إذا رأى ما عليه من المعصية وأراد الذِّكْرَ: