للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأين قوله الذي نسبه له؛ من أنها معلقة بين السماء والأرض؟

الثاني: وما زال الناس يقرؤون وينسخون ويَدرسون ويُدَرسون كُتُبَ الإمام ابن العربي، ولم يطعن أحد فيما أورد فيها، ولا اتَّهمه حَبْرٌ بكَذِبٍ أو اختلاق، فدلَّ ذلك على جلالته عندهم، وأنه مُبَرَّأٌ ممَّا نسبه إليه هذا الغماري.

الثاني: نَقَلَ كلام ابن العربي هذا (١) ابنُ تميم المقدسي ت ٧٦٥ هـ، ولم ينكره أو يُكَذِّبْهُ (٢).

الثالث: ونقل هذا - أيضًا - العُلَيمي، وقال: "وهو المشهور عند الناس، أن الصخرة معلَّقة بين السماء والأرض، وحُكِيَ أنها استمرَّت على ذلك حتى دخلتْ تحتها حامل، فلمَّا توسَّطت تحتها خافت فأسقطتْ حملها، فبُنِيَ حولها هذا البناء المستدير عليها، حتى استترَ أمرُها عن أعين الناس" (٣).

فمن هذا الذي يكذب يا غماري؟ هؤلاء من أهل بيت المقدس ولم يقولوا ما قلتَ، وما أدرى الغماري ببيت المقدس؟ وأي عِلْمٍ له به؟ ولكن حقدُه على ابن العربي جعله يفتري عليه وينسبه إلى الكذب، أي بلاء هذا الذي نزل بالعلم وأهله؟


(١) القبس: (٣/ ١٠٧٦ - ١٠٧٧).
(٢) مثير الغرام: (ص ٢٦٣ - ٢٦٤).
(٣) الأنس الجليل: (٢/ ٥٥ - ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>