للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[تتمة الحديث عن أنواع التوكل]]

النوع الثالث: أن يخرج بأسباب المحاولة للكسب والرزق؛ كالقِرْبَة والفأس والدَّلْوِ (١).

وقد كنتُ أسافر مع الأتراك في القِفَار فلا يحملون إلَّا القوس والقدَّاحة والسَّطيحة (٢)، فإذا أرادوا غذاءً رَمَوا طيرًا أو حيوانًا فلا يخطئونه، ثم قَدَحُوا نارًا وأجَّجُوا حطبًا، واشتووا وأكلوا حلالًا طِلْقًا.

ويجوزُ أن يخرج الرجل مُعَوِّلًا على الثمار الصحراوية، والحشائش المُغَذِّيَةِ، وقد يجوزُ له الخروج مُعَوِّلًا على صنعته، فهذا سَبَبٌ قَوِيٌّ.

النوع الرابع: طَلَبُ الرزق؛ وقد تقدَّم في المقام الأوَّل (٣) كَيْفِيَتُه ووُجُوهُ كَسْبِه بما يُغْنِي عن إعادته، فإنَّ قَصْدَنا الاختصار.

وأحوجُ الخلق إلى الكسب المُعِيلُ، وهو:

النوع الخامس (٤): وقد قال الصِّدِّيقُ: "إن حِرْفَتِي لم تكن تعجز عن مؤونة أهلي، وسيأكل آلُ أبي بكر من هذا المال" (٥).

يعني: باشتغاله بأمور المسلمين.


(١) بعده في (ك) و (ص) و (ب): "والشَّفرة والقدَّاحة والقوس، أو القوس والقدَّاحة والفأس، وأقلُّه: القوس، والدَّلْوُ، والقدَّاحة"، وضرب عليه في (د).
(٢) السطيحة: المزادة، تاج العروس: (٦/ ٤٧٢).
(٣) أي: مقام الحياة الدنيا.
(٤) ينظر: الإحياء: (ص ١٦٣٢).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده، رقم: (٢٠٧٠ - طوق).