للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[يوم عَسِيرٌ]: وهو الاسم الثالث والأربعون

والعُسْرُ في لسان العرب بَعْضُ الامتناع، وهو ضِدُّ اليُسْرِ؛ الذي هو سهولة تحصيل المطلوب.

فمن حاول قَوْلًا أو فِعْلًا فلم يَجِدْ إليه سبيلًا (١) فهو المَنْعُ، فإن وجد إليه سبيلًا مُمْكِنًا عَجِلًا فهو البلوغ، والكَوْنُ بأقل وجه يكون، فإن تحصَّل بعد نظر أو عمل طويل أو غَيْرِ المعتاد فهو عُسْرٌ، فإن تحصَّل بنظر قليل وعمل مُعْتَادٍ فهو اليُسْرُ، ولذلك أخبر الله تعالى عن الكافرين أنه يوم عَسِيرٌ عليهم؛ لأنهم لا يَرَوْنَ فيه أَمَلًا، ولا يقطعون فيه (٢) رجاءً، حتى إذا خرج المؤمنون من النار طلبُوا مثل ذلك ونادَوا، فيقال لهم: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨)[المؤمنون: ١٠٨]، فحينئذ يكون المنع الصريح.

وأمَّا المؤمنون فتَنْحَلُّ عُقَدُهم بيَسِيرٍ (٣) إلى يُسْرٍ؛ يَنْحَلُّ طُول الوقوف، إلى تعجيل الحساب، وتثقيل الموازين، وجواز الصراط، والظلال بالأعمال.

ولا تَنْحَلُّ للكافرين (٤) من (٥) هذه العُقَدِ وَاحِدَةٌ إلَّا إلى أَشَدَّ منها، حتى إلى جهنم دار القرار.


(١) قوله: "فلم يجد اليه سبيلًا" سقط من (س).
(٢) في (د): فيها.
(٣) في (ص): يُسْرٍ.
(٤) في (ص): لكافر، وفي (د): للكافر.
(٥) سقطت من (س).