للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسدُ ساقه فكَسَرَها، وكان سليمان إذا صعد وضع قدميه جميعًا، ومات بَخْتُ نَصَّرَ، وحُمِلَ الكرسي إلى بيت المقدس، فلم يستطع قَطُّ مَلِكٌ أن يجلس عليه، ولكنْ لم يَدْرِ أَحَدٌ عاقبة أمره، ولعله رُفِعَ" (١).

[معذرة: [في شرائط رواية الإسرائيليات]]

فإن قيل: وكيف تذكر هذا وليس له مُسْنَدٌ (٢) يُسند إليه من راوٍ نعلمُه؟

قلنا: هذا منا اقتداءٌ بإمام دار الهجرة -أو قُل: الأمة (٣) - مالكُ بن أنس، فإنه كان مِقْدَامًا على ذِكْرِ الإسرائيليات، وعلى "مَجَلَّةِ لقمان" (٤)، ولم يزل ينقل منها في كتابه، ويتلو على أصحابه، ويَعُمُّ بذلك؛ من آدَمَ إلى عيسى صلوات الله عليهما، وقد ذَكَرْنَا عنه من ذلك كثيرًا في "التفسير" و"الأحكام" (٥).

وقد قال النبي النبي : "حَدِّثُوا عن بني إسرائيل ولا حرج" (٦).


(١) ينظر: الكشف والبيان للثعلبي: (٨/ ٢٠٩)، وهو في الجامع للقرطبي: (١٨/ ٢٠٤ - ٢٠٥)، من كلام وهب بن مُنَبِّه وكعب الأحبار.
(٢) في (ص): سند.
(٣) قوله: "أو قل: الأمة" سقط من (د)، وفي طرة بـ (س): أوقد، وصحَّحها.
(٤) مجلة لقمان؛ أي: حكمة لقمان، وهي صحيفة يرويها وهب بن مُنَبِّهٍ، فهرس ابن خيرة (ص ٣٠٥)، والروض الأُنُف: (٤/ ٦٦)، وينظر: مقدمة في دراسة الوثائق الإسلامية لأستاذنا الدكتور قاسم السامرائي: (ص ١٩).
(٥) ينظر: القبس، في أبواب التفسير عن الإمام مالك بن أنس: (٣/ ١٠٥٠ - ١٠٥١)، وأحكام القرآن: (١/ ٢٣).
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر : كتاب الأنبياء، باب ما ذُكِرَ عن بني إسرائيل، برقم: (٣٤٦١ - طوق).