للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه استدارة سريعة، وقال: إنه يُدِيرُ (١) ذلك الكرسي تِنِّينٌ من ذهب ذلك الكرسي عليه، وهو عظيم؛ ممَّا عمله له صَخْرٌ الجِنِّيُّ، فإذا أَحَسَّتْ بدورانه تلك النسور والأسد والطواويس التي في أسفل الكرسي إلى أعلاه دُرْنَ معه، فإذا وَقَفَ وَقَفْنَ، كلهن واقفات (٢) على رأس سليمان وهو جالس، ثم يَنْضَحْنَ جميعًا ما في أجوافهن من المِسْكِ والعنبر على رأس سليمان وهو جالس (٣)، ثم تُنَاوِلُه حمامةٌ من ذهب واقفةٌ على عمود من جَوْهَرٍ (٤) التوراة، فيُمْسِكُهَا بيده ويقرأها على الناس، فإذا فَرَغَ من قراءتها عليهم دعا القُضَاةَ (٥) إلى القضاء، وأجلس قضاة بني إسرائيل على منابرهم؛ عن يَمِينِه وعن شماله، حافِّين من حَوْلِ كُرْسِيِّه، حتى إذا حضر الشهداءُ للشهادات دار التِّنِّينُ بالكرسى كدوران الرَّحَى السريعة، واستدار الأسد، وخَفَقَت النسور بأجنحتها، ونشرت الطواويس أذنابها، ففزعت الشهداء، وتخوَّفوا على أنفسهم عندما يَرَوْنَ ذلك السلطان القَوِيَّ والعِزَّ المنيع، ويقول بعضهم لبعض: والله لنشهدنَّ بالحق، فإنَّا إن شهدنا اليوم بالباطل نَهْلِكْ، فلمَّا تُوُفِّيَ سليمانُ بُعِثَ (٦) بَخْتُ نَصَّرَ؛ فأخذ الكرسيَّ فحمله إلى أنطاكِيَّة، فأراد أن يصعد عليه فلم (٧) يكن له عِلْمٌ كيف يصعد عليه، فلمَّا وَضَعَ رجلَه ضَرَبَ


(١) في (ص): يرد.
(٢) في (د): وأقفلت، وأشار إليها في (س).
(٣) قوله: "ثم ينضحن .. من المسك والعنبر على رأس سليمان وهو جالس" سقط من (د).
(٤) في (ص): ذَهَبٍ.
(٥) سقط من (ص).
(٦) في (د): أتى، وصحَّحها.
(٧) في (ص): ولم.