للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشَّاهد: وهو الاسم الحادي والخمسون]

وأمَّا "الشَّاهِدُ"، فإنَّا - كما قدَّمنا - نحن شُهداء الرُّسُلِ على الخلق بالتبليغ.

وفي الحديث: "أن النبي مُرَّ عليه بجنازة فأثنَوا عليها خيرًا، فقال: وجبت، ومُرَّ بأخرى فأثنَوا عليها شرًّا، فقال: وجبت، فقيل له: ما وجبت يا رسول الله؟ قال: أثنيتم على الأولى (١) خيرًا فوجبت لها الجنة، وأثنيتم على الثانية شرًّا فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في الأرض" (٢).

نكتة (٣):

ولا يكون هذا إلَّا من الأخيار (٤)، لا من العامَّة الحُشوة؛ فإنه كما لا يقبل القاضي إلَّا العدول في الحقوق، كذلك لا يقبل الله في مثل هذا إلَّا الأبرار، إلَّا أن تكون الكَافَّةُ تنطق بذلك؛ فيأتي من باب الخبر المتواتر الذي هو أقوى من الشهادة.

وأوجهُ الشهادة كثيرة، وأشدُّها أن يشهد الإنسان على نفسه في الدنيا؛ بأن يجري على لسانه من القول ما يسترسل به فيجب له، والذي لا خير فيه ولا خير منه قوله: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور: ٢٤].


(١) في (د): الأول.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك : كتاب الجنائز، باب فيمن يُثنى عليه خير أو شر من الموتى، رقم: (٩٤٩ - عبد الباقي).
(٣) سقطت من (د) و (ص) و (ب).
(٤) في (ك) و (ص) و (ب): الأحبار.