للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا ورد لفظٌ على الغلط في جميع النسخ نُثْبِتُه كما هو، ونذكر في الحاشية وجه الصواب فيه، وقد نكتفي بقولنا: "كذا"، حتى ينظر فيه أهلُ العلم النَّظَرَ الوافي؛ بفِكْرٍ صَافٍ وتَدَبُّرٍ شَافٍ.

[تذكرة]

هذا جانبٌ من المسائل الفنية التي يمكنُ الإبانة عنها، ويمكن ذِكْرُها وتقييدُها، وغيره لا نستطيع الإبانة عنه؛ لأنه مرتبط بشخصية المحقق، داخلٌ في نَمَطِ نظره ودراسته للكتب، أَجِدُ بيانها في قَلْبِي، ويعجز عنها لساني، جُزْءٌ منه مُمْتَدٌّ في أعماق النفس، ومُسْتَوْلٍ على لُبِّ القلب، أجدني منساقًا إليه بالحَدْسِ والتجربة وإدمان النظر، فحسبُ القارئ أن ينظر في ذاك القسم الظاهر؛ الذي يتداوله الناس على أنه من مناهج التحقيق، وهو بعيد عن المنهج، إنَّما المذكور أوَّلًا في هذا الفصل مُقَدِّمَةٌ إلى المنهج، وطريقٌ إلى البيان، أمَّا البيان نفسه فهو عميق عمقًا يدركه متعانيه، ويجده المتوغل فيه، فحسبي أن أقول هذا، والله أعلم.

[الثاني: التخريج والتوثيق والتعليق]

[١ - توثيق النصوص]

وسلكنا في توثيقها مسلكًا وسطًا، من غير إطالة ولا إملال، وكان نظرُنا في ذلك متجهًا إلى مصادر "السراج" وموارده، من غير اهتبال بغيرها؛ الأقدم فالأقدم، والأمثل فالأمثل.

ورجعنا في كل كلام إلى فنه المرتبط به، وعِلْمِه الملتصق به، وإذا ظهر لنا مصدره لم نحتفل بالأقدم منه؛ لما قام عندنا من دليل على ذلك، ومن دلالة على ما هنالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>