للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاسم الثالث: البَعْثُ

وحقيقتُه: إثارة الشيء عن خفاء، أو تحريكُه عن سكون (١).

وأحقُّ ما يكون بذلك السَّاعة؛ فإنها كالجاثمة تُثار، والساكنة تُحَرَّك، والباطنة تُظهر، وذلك راجعٌ إلى ما يجري فيها من الأحوال والمعاني، والأفعال والأحكام، والمقادير والأقدار.

وأَوَّلُ ذلك خروج الناس من القبور، ثم ما يجري بعد ذلك من المعاني، وفي رؤيا ابن زِمْلِ: أنه رأى ناقة عجفاء شارفًا، وكأنَّ النبي يبعثها، فقال النبي : "الناقة هي الساعة، علينا تقوم، لا نبي بعدي، ولا أمة بعد أمتي" (٢)، والحديث طويل، وفيه قصة مشهورة.

وثبت في كيفية البعث حَدِيثٌ صحيحٌ - واللفظ لمسلم -: "يُبعث كل أحد على ما مات عليه" (٣)، عن جابر عن النبي .

وثبت وصح أنه يُنزل الله الماءَ من السماء على الأرض، فينبت به الخلق (٤). زاد وَهْبُ بن مُنَبِّه في صفته: "كهيئة مَنْيِ الرجال".


(١) ينظر: الأمد الأقصى - بتحقيقنا -: (٢/ ٣٤٠)، وأفاد من هذا التعريف القرطبي في التذكرة: (٢/ ٥٤٩).
(٢) أخرجه الطبراني في أكبر معاجمه: (٨/ ٣٦١)، رقم: (٨١٤٦)، وضعَّفه ابن حجر، ينظر: الإصابة: (٤/ ٧٢).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، رقم: (٢٨٧٨ - عبد الباقي).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الفتن وأشراط الساعة=