للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منازلُ النفس المطمئنة]:

وذلك في ثمانية (١) منازل:

المنزلة الأولى: أن تطمئن بالتوحيد حتى لا يلحقها رَيْبٌ.

الثانية: أن تطمئن بالذِّكْرِ حتى لا ترى لسواه لذة، ففي الصحيح: "أن النبي مشى في بعض أسفاره فعَلَا جَبَلًا فقال: هذا جُمْدَان، سِيرُوا، سَبَقَ المُفَرِّدُون، وهم الذين أُهْتِرُوا (٢) بذِكْرِ الله، يَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أوزارهم" (٣).

الثالثة: أن يستقرَّ اليقين في قلبه بحيث لا يتطرَّق إليه وسواس؛ وهذا للأنبياء، فإن تطرَّق دَفَعَهُ بالتوحيد؛ وهذا للأولياء، فإن تطرَّق دَفَعَهُ بالمجاهدة؛ وهذا للمؤمنين.

قالت الصحابة: "يا رسول الله، إنَّا نَجِدُ في أنفسنا ما أن نَخِرَّ من السماء فتَخَطَّفُنَا الطَّيْرُ أَخَفُ علينا (٤) من ذلك، قال: أَوَ قَدْ وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإيمان" (٥).


(١) في (د) و (ص): ثماني.
(٢) في (د): اهتزوا.
(٣) أخرجه الترمذي في جامعه عن أبي هريرة : أبواب الدعوات عن رسول الله ، بابٌ، رقم: (٣٥٩٦ - بشار)، وأصله في الصحيح، أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى، رقم: (٢٦٧٦ - عبد الباقي).
(٤) في (د): إلينا.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها، رقم: (١٣٢ - عبد الباقي).