قال الفقيه ابن فرحون:"هذا لفظ ساقط، وكلام قلق، وتفسير للآية بما لا تلتزمه، ولم يؤذن لنا في ذلك، ولو استحضر ابنُ العربي حديث هرقل وسؤاله أبا سفيان ﷺ وهو عدوه .. لعَلِمَ أنه كان عندهم في أعظم رتبة، وأجل مكانة، ولقيَّد سابق قلمه، فكَبُرَتْ كلمة تخرج من فمه".
قلتُ: وما اعترض به الفقيه ابن فرحون هنا كلامَ ابن العربي لا معنى له، والقاضي إنَّما يُفَسِّرُ قول المشركين؛ من احتقارهم لرسول الله ﵇، ورفعهم لشأنهم، فزعموا أنهم هم العظماء الذين ينبغي أن يوحى إليهم، ويُصطفوا من دون الناس، فالقاضي هنا فسَّر كلامهم لا غير.
[انتقال]
وما انتقده العلماء على "السراج" قليل جدًّا، مثَّلنا له بهذا الذي تقدَّم، وفي كثير من هذا القليل ما هو من قبيل ما يكون من اختلاف المذهب والمشرب، وفي بعضه ما هو معدود ضمن المسائل المتجاذبة؛ التي تختلف فيها أنظار العلماء والفقهاء، والله أعلم.