للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شَرَائِطُ رواية الإسرائيليات]:

ويَجِبُ عليكم أن تنظروا إلى هذه الأقوال وإلى غيرها من الأخبار الإسرائيلية، فكُلُّ ما كان منها تعظيمًا للإله والنبي، وأدبًا في الدين، واحترامًا للشرائع، ووَصَاةً بمحاسن الأخلاق، فهو مأذونٌ فيه، وما كان على خلاف ذلك فانبذوه ظَهْرًا.

وفي الصحيح - واللفظ للبخاري -: أن ابن عباس قال: "يا معشر المسلمين، تسألون أهل الكتاب وكتابُكم الذي أُنزل على نبيكم أحدثُ الأخبار بالله، تقرأونه مَحْضًا لم يُشَبْ، وقد حدَّثكم أن أهل الكتاب قد بَدَّلُوا من كُتُبِ الله، وغيَّروا وكتَبُوا بأيديهم الكتب، فقالوا: ﴿هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [البقرة: ٧٩]، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فلا والله ما رأينا رجلًا منهم يسألكم عن الذي أُنزل عليكم" (١).

وقد أنكر النبي في حديث "الموطأ" على عمر قراءته التوراة (٢).

وقد تتَّبعنا هذه الأقوال في "كتاب الأنبياء" وبيَّنَّاها على التفصيل، وقد كشف الله الحقيقة في ذلك فقال في أيوب: ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: ٤٤].


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الشهادات، باب لا يُسأل أهلُ الشرك عن الشهادة وغيرها، رقم: (٢٦٨٥ - طوق).
(٢) الذي في الموطأ - من رواية أبي مصعب - هو إنكار عمر بن الخطاب على كعب الأحبار النظر في التوراة: جامع القراءة، باب الترغيب في الصلاة في رمضان، رقم: (٢٧٥ - بشار)، وحديث إنكار النبي على عمر في المسند وعيره، ينظر: شرح السنة للبغوي: (١/ ٢٧٠).