للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو كان لزَبْرَجِها آخِرٌ أو لشهواتها (١) وَقْفٌ لعَسُرَ ضبطُه، فكيف ولا نهاية لها (٢).

المنبوذُ الثاني: الخَلْقُ

وهُمْ على قِسْمَيْنِ:

أحدهما: أَهْلُ جِلْدَتِك.

والثاني: من يُخالفك في مِلَّتِك.

فأمَّا الذين يخالفونك في مِلَّتِك فتدعوهم إلى الدخول فيها.

وأمَّا الذين يكونون على مِلتِكَ ويَتَلَبَّسُونَ بجِلْدَتِكَ فالسنةُ مخالطتُهم، والمحافظةُ على حدود الله معهم، والتعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينهم، وسيأتي ذلك كله مشروحًا إن شاء الله.

وقد كانت معرفتُهم نِعْمَة، وصُحْبَتُهم خَصْلَةً، وائتلافُهم مِنَّةً، ثم انقلبت (٣) الحال حسبما أَنْذَرَ به الصَّادِقُ فقال: "يأتي على الناس زَمَانٌ يكونُ خَيْرَ مال المسلم غَنَمٌ يتبعُ بها شَعَفَ الجبال ومواقع القَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الفتن" (٤).


(١) في (س) و (ز): ولشهواتها.
(٢) في (ص) و (ز): له.
(٣) في (س): انقلب.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري : كتاب الفتن، باب التعرب في الفتن، رقم: (٧٠٨٨ - طوق).