للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفَضْلُ القوُّة على القيام بها لم يُؤْتَ إلَّا لمَخْصُوصِينَ (١)؛ كداود وسليمان، وأيوب ويوسف.

ألا ترى إلى احتراز النبي عنها في شأن الخَمِيصَةِ حين صلَّى بها ولها عَلَمٌ، فلمَّا أَكْمَلَ صَلَاتَه قال: "أَلْهَتْنِي هذه آنِفًا عن صلاتي، فاذهبوا بهذه الخَمِيصَةِ إلى أبي جَهْمٍ، وائتوني باَنْبِجَانِيَته" (٢).

وكذلك صلَّى العصر ثم خرج مُسْرِعًا ودخل بيته، وأخرج (٣) ذُهَيْبَةً (٤) وقسَّمها، وقال: "خَشِيتُ أن يَبِيتَ عندي منها شيء"، يعني: ولم يَصِلْ إلى مُسْتَحِقِّه.

وكذلك فعل الأنصاري؛ فإنه صلَّى في حائط له وطَفِقَ دُبْسِيٌّ (٥) يطير في أثناء الحائط ويتردَّد فأعجبه، فلمَّا نظر إليه ورجع إلى صلاته فلم يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فجعل ذلك الحائط صدقة كِفَاءً لما فاته من تلك اللَّمْحَةِ في الصلاة (٦).


(١) في (س): مخصوص.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة : كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب كراهة الصلاة في ثوب له أعلام، رقم: (٥٥٦ - عبد الباقي).
(٣) في (د) و (ص) و (ز): ثم أخرج.
(٤) في (د): ذَهببة، وفي (ص): ذَهَبَة.
(٥) الدُّبسِيُّ: طائر في لونه دُبْسَةٌ، وهي حمرة وسواد، التعليق عنى الموطأ للوقشي: (١/ ١٤٤).
(٦) أخرجه الإمام مالك من حديث أبي طلحة الأنصاري : كتاب الصلاة، النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها، (١/ ١٧٣)، رقم: (٢٦٣ - المجلس العلمي الأعلى).