للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يقال في الأرض: الله، الله" (١)، يعني: لا يبقى فيها مؤمن، كما تقدَّم بيانُنا (٢).

وأوَّل غريب وقع في الإسلام أبو ذَرٍّ، وقصته مشهورة.

وسَرْدُهم (٣) طويل.

[غُرْبَةُ ابن العربي (٤)]:

وعَجِلَتْ (٥) عليَّ الغربةُ ابن ستة عشر عامًا، فكنتُ فيها نحو الأحد عشر عامًا كأنَّني في أهلي ومالي؛ طَيِّبًا عيشي، ناعمًا بالي، مُيَسَّرًا لي في جييع أحوالي (٦) وآمالي، وكان لي هنالك (٧) صاحبُ (٨) صِدْقٍ، وأخٌ من غير مَذْقٍ، جئتُ من أقاصي المغرب (٩)، وأقبل من أقاصي المشرق (١٠)، والتقينا على موسطة من الأرض، سِطَةٍ (١١) من البلاد (١٢)، وَسَطٍ في الخِيَارِ، فالتقينا على الطلب، وكنّا كما قالْ الأوَّل:


(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) في (ب): بيانه.
(٣) أي: الغرباء.
(٤) أفاد من هذا الفصل ابنُ الأزرق في روضة الإعلام: (٢/ ٨٩٠ - ٨٩١).
(٥) في (ص): عجَّلت.
(٦) سقط من (ك) و (ب).
(٧) في (خ): هناك.
(٨) في (ح): صديق صاحب صدق.
(٩) في (خ): المغارب.
(١٠) في (خ): المشارق.
(١١) في (خ): بسطة.
(١٢) في (ك): جئت من أقاصي الأرض سطة من المغارب، وأقبل من أقاصي المشارق، والتقينا على موسطة من البلاد.