للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَوْمُ الوَعِيدِ: وهو الاسمُ الثامن والعشرون

إنَّ الباري تعالى أَمَرَ ونهى، ووَعَدَ وأَوْعَدَ، فهو أيضًا: يَوْمُ الوَعْدِ والوَعِيدِ، الوَعْدُ للنَّعِيمِ، والوَعِيدُ للعذاب.

وخَصَّ الوَعِيدَ تَغْلِيبًا للخوف على الرجاء، وهُمَا مقامان عظيمان، سيأتي بيانُهما -إن شاء الله- في "الصفات والأسماء".

وحقيقة الوعيد هو: الخَبَرُ عن العُقوبة عند المخالفة.

والوَعْدُ: الخَبَرُ عن المَثُوبة عند المُوافقة.

والدنيا يَوْمُ وَعْدٍ ووَعِيدٍ؛ وذلك بالذِّكْرِ، وفي القيامة بالمُعاينة.

وقد يكون مِنَ الوعيد ما ينفرد في الدُّنيا، وإن الله خلق الدنيا دَارَ عَمَلٍ، وخَلَقَ الآخرة دَارَ جَزَاءٍ؛ لضرورة أن العمل يتقدَّم الجزاء، فهو ثَانِي العمل، فوجب تَقْدِيمُ (١) مَحَلِّ المُتَقَدِّمِ منهما (٢) على مَحَلِّ المتأخر، وما تعجَّل من الأَجْزِيَةِ في الدنيا فإنَّما هو لإقامة مصالح الخَلْقِ، وليكون كَفَّارَة وحَطًّا (٣) وتَخْفِيفًا من جزاء الآخرة، وصيانةً للأعراض والأبدان والأموال.


(١) في (ز): تقدم.
(٢) في (د): منها.
(٣) في (س): حبطًا.